٢٠٠٦-٠٩-٠٩

عنصر المفأجات في النهايات بقلم الناقدة سعاد جبر

دراسة نقدية لمجموعة قصصي القصيرة " الرسائل العتيقة .. وقصص اخرى " بقلم الناقدة سعاد جبر

عنصر المفأجات في النهايات
قراءة في " الرسائل العتيقة وحكايات أخرى " للكاتب منذر أبو حلتم
تدور دراستنا في هذه الثلة القصصية لكاتبنا :" منذر أبو حلتم" في مجالات تكثيف الرؤية النقدية لمادة النهايات وما تحمله في جعبتها من مفاجآت ، إذ يبرز في هذه المجموعة القصصية القصيرة سلاسة الرتابة في بدء حراك قلمه في التشكيل القصصي و طرقات عنصر المفاجأة المعبر عند أخر مداد حرف في أثير حكاياه القصيرة السلسلة ، إذ قدم من خلالها رتابة ذهنية قصصية في فنيات التشويق من جهة وتكثيف المادة القصصية المختزلة في مقاطع قصيرة غواصة من جهة أخرى ، بحيث تتيح للقارئ آمادا رحبة لكي يضيف عليها خبراته الروحية بحيث تلتحم مشاعره مع حروفها الساكنة في أعشاش السطور الدافئة ، وهذا يشكل براعة قصصية في قلم الكاتب لأنه بذلك يحقق حالة تهئية رحم فكرة القصة لاستقبال بلورات انعكاسية تحمل أطياف قوس قزح في عوالم مخيلة القارئ على اختلاف أطيافه ، تذوقه الأدبي ، مادة المعاناة ، الألم والسرور المختزل في الذات ، مساحات الذاكرة
والمتتبع للسبل القصصي لتلك النهايات ـ موضوع الدراسة ـ في قوالبها اللغوية يبرز له الخصائص الآتية
ـ قدرات الكاتب التعبيرية الشاعرية وثراء اللغة في مفرداته التي مكنته من إتقان فنيات عالية في التوجيه التعبيري للألفاظ في ظلال هادئة في انسامها وطرقاتها لكنها لا تلبث أن تطرق بحدة عند أخر مداد حرف في حكاياها
ـ المفارقات والمقابلات اللفظية في السبك القصصي إذ يعقب المحاورة الشاعرية المحلقة طرقات المفأجاة بأنها غائبة وفي ربيع رسائل عتيقة في أجواء غرفة امتلأت بالدفء والأعراس والورود من اثر رزمة الرسائل كان ذلك كله مقطعاً قصيرا من الزمن أعقبه الوحشة والرعد ورمادية الطرقات في الأجواء ويلحظ المتأمل روعة التعبير للنهايات…حيث يتدفق هنا الدفء وبراءة المشاعر الفطرية وعزة الحال والمقال
ولدي .. حاول أن تعود حياً ..ولكن لا تستسلم
وفي تذكار الشهادة وشذاها العطر
"لحظات ثم التقى بأخيه الشهيد هناك .. حيث لا ألم بعدها
وفي أجواء رمادية الواقع الذي يستلب منك كل شئ حتى أنفاس حريتك عقداً من الزمن حيث تألف الأرواح والأجساد القيد "
بكى ، وأسرع نحو الزوايا المعتمة "
ـ أبدع الكاتب في كشف النقاب عن عنصر المفاجأة البارز في قصته من خلال طرقات حادة مفاجئة تجسدت في بضع كلمات قصيرة
ـ تبرز ثنائية ( الأم ، الوطن ) في قلب واحد وروح وطنية دافئة متدفقة فياضة عذبة تعبر عن كم هائل من العواطف الحارة المختزلة في حس الكاتب المرهف
" حاول أن تعود حياً ..ولكن لا تستسلم
فهذا تجسيد عفوي برئ لمشاعر الأمومة المختلطة مع الإحساس الوطني الدافئ البحاثة عن عزة وكرامة الأرض
وأيضا يبرز الطيف الوطني الخالد في عشق الشهادة والحرص على حمل وسام تذكارها الخالد في الرحيل الخالد من عوالم آدمية البشر الفانية إلى عوالم خلود الأرواح المحلقة في عليين
ـ الرمزية المتشكلة في منظومة البعد السياسي في آتون لغة الرفض لأيدلوجياتها المجهضة للأرواح وانتهاكها حقوق آدمية الحرية بين الأنام
وشكل الرمز أسطورته العذبة في لغة التعبير المحاكية للواقع واختناق أنفاسه فتشكل هنا في معاناة الأسير في اسر الجسد ، الروح ، الحرية
وتشكلت النهاية هنا في ذات معذبة نالت حريتها المنشودة بعد مضي سني بهجة العمر وعطاءاته فيرسم لنا الكاتب في نهاية القصة دمعات حارة متدفقة كحال أنفاسه المعذبة
فكانت النهاية مغلفة بخيوط متشابكة للزوايا المعتمة التي أسرت الروح .الجسد ..وانسابت على جراحها الدمعات ،فأسرت قلب القارئ أنشودة الحرية الخالدة في البدء والختام

قراءة في قصة " وجهي والمدينة " بقلم الناقدة رحاب الخطيب

هذه قراءة نقدية لقصتي " وجهي والمدينة" .. بقلم الأستاذة الناقدة رحاب الخطيب

بعد قراءة قصة وجهي والمدينة للكاتب منذر أبو حلتم ، وما تشكل في عقلي ومخيلتي من تصورات حولها . فقد استطاع الكاتب وبحق أن يعبر عن الواقع الأليم الذي يحياه الإنسان في وقتنا المعاصر من شعور بالغربة حتى وسط الأحبة ، ومن غياب هوية الإنسان ( وجه الإنسان ). شعور بالضيق والحشرجة والملل والبحث عن بصيص أمل والبحث في النهاية عن مخرج.
من الملاحظ أن كاتبنا عمد إلى أسلوب المونولوج ( الصراع الداخلي ) وهذه سمة نجدها جلية في أسلوبه والتي تتطلب وبحق قدرة إبداعية في استخدامها . يقول : ( أخرج مسرعاً .. أسير ببطء مندهشاً .. أقترب من موقف الباصات ..يبدو أنني نمت كثيراً .. أنظر إلى السماء … ) . جاء أسلوبه هذا طبيعياً غير متكلف . أما صوره الفنية فهي قوية معبرة غريبة غير مألوفة في بعضها فهو يصور الصمت بشيء مادي يلف المدينة وشوارعها ( صمت غريب يلف المدينة وشوارعها ) كذلك العطش .. يشبه ارتفاعه في صدره بموجة حر صحراويه لشدته ( عطش شديد يرتفع في صدري كموجة حر صحراوية ) ، كذلك الركود شبهه بشيء رطب يُمزق ( وحدها القادرة على تمزيق هذا الركود الرطب ) ، هذا وفد أعطى للشيء الغريب في قصته عنصر التشخيص فجعله وكأنه إنسان يتنفس في شوارع المدينة .
الدلالات والرموز : جاءت لتعبر عن الحالة النفسية التي عاشها البطل وعانى منها فقد استخدم دلالات عدة لتدل على الضيق والملل والشعور بالحصار من مثل : ( البيت ضيق يكاد يخنقني ) كذلك ( تنبثق صورتها في مخيلتي كوردة تشق صحراء الأسمنت التي تحاصرني ) دلالة على ثقل الحدث على نفسه ، والسقف الرصاصي الممتد من الأفق الى الأفق يعبر عن عدم قدرة البطل على تغيير الواقع المفروض على الجميع وعلى البطل نفسه .
الألوان والحركة : استخدم الكاتب هذا الأسلوب فالسماء لونها رمادي عنده ( لكن السماء بلونها الرمادي تضفي على مشاعري مزيداً من الاغتراب ) و ( الضباب الرمادي ) والحركة في قوله ( لكن صدى صوتي تردده جدران المدينة ثم يخيم الصمت من جديد ) .. فالحركة والألوان لها دلالات تؤكد الحالة النفسية غير المألوفة التي عاشها البطل نتيجة المآسي والآلام الناتجة من اغتراب الإنسان عن واقعه وعن ذاته تبعاً لذلك .
وفي النهاية حاول الكاتب من خلال إصرار بطل القصة أن يتمسك بوجهه وملامحه وأن ينظر حوله باحثاً عن مخرج ، لهذا ذهب راكضاً نحو الجبل باحثاً عن الشمس .. عن التجدد .. عن الحياة …
أما بالنسبة للشكل الفني للقصة من حيث العناصر الفنية :
الزمان : زمان هلامي غير محدد يفهم من خلال النص أنه في العصر الحديث بدلالة ( موقف الباصات ) .
المكان : المدينة
الشخوص : شخصية البطل ( الشخصية الرئيسة ) والإنسان المطلق .
الأحداث : تسلسلت تصاعدياً بشكل سلس شيق إلى أن وصل الكاتب إلى ما يعرف بالعقدة .
العقدة : عندما ذهب بطل القصة لملاقاة المحبوبة ( الأمل ) وفجيعته بأنها فقدت وجهها هي الأخرى .
الحل : ذهاب بطل القصة للجبل في بحثه عن المخرج ورفضه لهذا الواقع الأليم .
من الملاحظ أن الكاتب في هذه القصة وباقي قصص مجموعته ( للبحر وجه آخر ) عمان – 1997 يميل إلى استخدام المونولوج الداخلي والصور الفنية المعبرة والدلالات والرمز ، وعنده حسن تخلص بأسلوب شيق يشد القارئ منذ بدء القصة حتى آخر كلمة فيها …

قراء نقدية لقصة " ذات سفر" بقلم الناقدة رحاب الخطيب

هذه قراءة نقدية لقصتي " ذات سفر" .. بقلم الناقدة رحاب الخطيب ، وقد نشرت في عدة مجلات ومواقع الكترونية .. وفي الصفحة الخاصة بالناقدة في موقع القصة العربية

" كان الفجر جميلاً .. وهو ينشر ضوءه على التلال البعيدة "

أديبنا الذي يقدم لنا الحدث بذكاء حاذق يعرضه بأسلوب يشدنا إلى كل كلمة وهمسة وحرف في القصة .. بحيث نتابعها بشغف حتى نهايتها .. لنشعر بأننا بحاجة إلى قراءتها من جديد وجديد .. وفي كل مرة نكتشف شيئاً جديداً ، ونقف عند همسة أو حرف أو كلمة لنصل إلى بعد أعمق .. وأعمق .
بدأ أديبنا أبو حلتم قصته بصوت القطار المتوالي بانتظام ..والسماء الملبدة بالغيوم الكثيفة الرمادية اللون ليعبر بذلك عن حالتي الركود والملل اللتان تفردان أجنحتهما على نفس البطل ، الشخصية الرئيسة في القصة .. فحالة الطقس من ثلج وبرد لها بعدان .. الأول حقيقي والآخر مجازي ، فالحقيقي أنه بعد أن غادر الوطن مكرهاً ذهب إلى بلاد الصقيع .. أما الآخر فهو صقيع الروح بفراق الأحبة .. فالحياة رتيبة والبرد يتغلغل في ثنايا الروح ..
وهكذا .. فمشاهد القصة تجري في أبعاد مختلفة من خلال تذكر أو استرجاع أحداث جرت مع بطل القصة قبل سنوات .. لكنها ما زالت تسيطر على عقله وقلبه ..
وقد استطاع أديبنا وبمهارة فائقة أن يتنقل بين أحداث القصة الدائرة في زمنين .. الماضي والحاضر ، بقدرة عجيبة استطاع من خلالها أن يعرض ماضي البطل المناضل وحاضره المثقل بالأصقاع وألم الغربة ..
فالغربة بالنسبة إليه .. سهول ثلج ورتابة متعبة ..أما الوطن .. فالشمس مشرقة فيه ..وهذا ما عبر عنه أديبنا عندما انتقل بنا إلى بعد القصة الثاني " الماضي " ..أثناء عرضه لمشهد وجود البطل في جامعته بين أصدقائه .. وأحبابه .. يحتضن الوطن بذراعيه .. فقد كان للوجود معنى .. وهذا يظهر من خلال التعبير الذي أبداه البطل بقوله :
( الشمس مشرقة هذا الصباح .. وها أنا أسير في الجامعة ببطء بين مجموعات الطلبة .. الأشجار تبدو لامعة ونضرة .. ) .. فحتى البرد في الوطن ..برد يرافقه وجود شمس دافئة .. والمطر يغسل ويطهر المكان .. أما في الغربة .. فالثلج يغطي المكان ، واللون رمادي كما الروح ..
وهنا عرض أديبنا ماضي البطل .. وما يجري في جامعات الوطن المحتل من التزام وعمل جماعي ..واع .. ومثمر يهدف لسمو الوطن الذي يسمو بهم ولهم ..فالأحداث تجري .. وكلّ يعمل على تقديم أقصى ما يستطيع ..
وقد أشار أديبنا في قصته إلى أحداث تاريخية هامة من تاريخ الشعب المقاوم ..حيث قدم لنا " يوم الأرض " الذي يصادف 31/3 من كل سنة ..يوم من الأيام الحمراء الخالدة التي لم تغب عن ذهن الوطن ..
ثم انتقل الكاتب إلى زنازين الاعتقال .. حيث يعذب المناضلون بأبشع الوسائل .. وأقلها أن يعلق المناضل ويمنع من النوم أياماً طويلة .. لا لشيء سوى حبه لوطنه ..
وبعدها ينتقل أديبنا بحسن تخلص بارع إلى مشهد آخر .. ألا وهو الوداع .. فراق الوطن والأهل والأحبة .. فراق الروح !
( شوق جارف يجتاحني ) .. وحين قال ( الجنود يقتادونني بعيداً .. انظر خلفي .. أحاول احتضان وطني بعيني .. )
هذا هو قدر بطلنا ..أن تظل الصورة مرسومة لا تمّحي .. فالمنفي يحتضن الوطن بعينيه .. بعد أن عجز عن احتضانه بيديه ..مشهد مؤلم يعتصر القلب .. استطاع كاتبنا أن يوصله لنا بأسلوب غاية في الدقة والإبداع ..فهو يعرض لنا الحدث ويستطيع ببراعة أن يشعرنا بما يريد بأسلوب بعيد عن المباشرة .. فيأتي التأثير قوياً .. نريد أن نصرخ .. أن نبكي .. لكنه ببراعة ينقلنا إلى أمل يظهر دائماً جلياً .. في كتابات أديبنا المبدع ( القصصية والشعرية ) .. بل نجده في أكثر من مكان في القصة .. ولا يتركنا إلا وبصيص الأمل الذي نحتاجه بين أيدينا ..
( انظر إلى الشمس وهي تبرز من وراء الأفق .. أتنهد بعمق وأهمس .. نعم يا حبيبتي .. يجب أن نكون أقوى من المنفى .. وأقوى من الموت .. ! . )
وهذه سمة من السمات البارزة والتي تتضح جلية في كتابات أديبنا منذر .. والتي إن عبرت فهي تعبر عن قدرة مبدعة في الكتابة .. وخلق الأمل .. فهو لا يتركنا والآلام تعتصرنا .. بل يعطينا الأمل بالشروق بعد الغروب .. وبالفجر بعد الظلام ..!
ومن الجدير بالذكر .. ومن خلال متابعة شخوص أاديبنا في جميع قصصه وفي هذه القصة بالذات موقفه من المرأة .. فهو يعرض موقف الفتاة الواعية الناضجة التي تعمل جنباً إلى جنب مع الشاب المناضل الواعي .. لخدمة الوطن وتحريره .. وهي نظرة غاية في الروعة .. فالمرأة في نظر كاتبنا ليست مجرد دمية جميلة يتسلى بها .. أو على هامش الحياة .. بل إن موقعها الحقيقي هو إلى جانب الرجل .. في الحياة بكافة جوانبها ..
أما عن عناصر القصة لدى أديبنا .. في ( ذات سفر ) .. فالمكان يجري في بعدين .. ( القطار المسافر في الغربة ) .. و ( الوطن من خلال استرجاع أحداث وذكريات تجري في أماكن مختلفة من الوطن ) ..
أما الزمان .. فهو أيضا يجري في بعدين …( الحاضر .. زمن المنفى ) و ( الماضي .. زمن ما قبل المنفى ) ..
أما الشخوص .. فشخصية البطل الرئيسة وشخصية الفتاة .. وما ذكر عن الطلاب والجنود .. وركاب القطار .. كشخصيات ثانوية فرعية ..هذه الشخوص تتحرك في القصة بتناغم وانسجام يتناسبان مع سير القصة بأبعادها المكانية والزمانية ..
أما العقدة أو الحبكة ..فلم تأت بالشكل المباشر لأن العقدة تكون أكثر وضوحا في الرواية منها في القصة القصيرة .. ولا يشترط وجودها في القصة .. ( خاصة في القصة الحديثة ) . ومع هذا فإن أحداث القصة جاءت متسلسلة منطقية معبرة بأسلوب شيق منقطع النظير ..
النهاية جاءت محكمة الصياغة شيقة تشعر القارئ أنه في حاجة إلى البدء بقراءة القصة من جديد ..
أما صور القصة فهي جميلة قوية .. تعبر عن حالات الألم والرتابة والملل الذي عايشه بطل القصة في الغربة .. كما أن الصور جاءت مشرقة نابضة عذبة .. عندما تحدث عن الوطن .. وشمسه المشرقه ..!
أسلوب القصة جاء شيقاً .. من حيث التعامل مع أحداث القصة بأبعادها وأزمانها ..بأسلوب غير مباشر ..كلل القصة بثوب جميل أعطى القارئ فرصة التخيل ..والتحليق بأفكاره ..وخيالاته ومشاعره .. وبهذا فقد استطاع الكاتب ان يعبر عما يريده وبنجاح كبير ..
في النهاية .. فالقصة .. وبأجماع القراء قصة ناجحة .. لأديب متميز نتمنى أن نقرأ له المزيد والمزيد .. وبحيث نستفيد منه ومن رسالته التي أثقل بها كاهله ..
لأديبنا منذر أبو حلتم كل التحية والتقدير ..على أدبه المتميز الملتزم .

قراءة في قصيدة انكسارات بقلم : فتى الكهف " محرر وناقد في الملتقى السوري للحوار العربي

هذه قراءة لقصيدتي انكسارات .. بقلم الأديب سالم الملقب .. بفتى الكهف .. وهو احد محرري الملتقى السوري للحوار العربي
كنت دائما أقول حين تريد أن تسافر عبر النص عليك أن تستقي من معاني الشاعر جناحين مطابقين لتحليقهأو عليك أن تملك سرعة .. وقوة لتجاريه في مسابقة الريح
ها هو الإنسان الشاعر يتجسد في نص .. كأمة جريحة … تنزف الألأم .. ويستدعيها موت السقوط .. فلأبدأ مع شاعرنا إثر خطواته . ..
وكعادتي ..
أقرأ النص بروحي وأصيغه حروفاً تضج بأنحائي لأنشد معه ولأصرخ كما ناجى ….
علّ هناك من يجيب ..
علّ هناك من يسمع النداء ..
خشية أن أتوه في مستنقع الآه الذي تدوي به حروفه المدماة ..
روح من ثلج .. من شظايا
روح من انكسارات .. وهزائم
فما هذه الحياة التي تعنيها تلك الروح …
التي ترى بعينيها معناها وأملها .. الوطن الحزين العزيز .. الذي عبر عنه بطروادة البلد الخالد .. فلسطين الشرف .. العذراء المنتهكة .. من يسمح للغادر أن يدخل ويدنسها .. وا أسفاه .. من ؟
هم نحن ممثلين في حكام وقادة
فتباً لهذه الروح المنكسرة التي ترى رياح الغدر القادمة وترى العذراء يقتحمها الغدر بمباركة .. (نحن) . قناع الغدر والزيف .. لا بد سيسقط ويزول
لكن ويحه هذا القناع رغم سقوطه .. وتميزه بالغيم الأسود الذي عبر عنه الشاعر والمقيت .. نراه بيننا ينهى ويأمر
.. نراه رغم سقوط القناع يستبدل ألف قناع وقناع ..
من أنا يا بلدي الحنون
من أنا أيها الحبيبة … أيها القدس
أيها الجليل
من أنا ….. حين أعيش هكذا…..
فلن ترني إلا شبح ليل متهالك
ما أقسى صورة الشاعر هنا .. (ليل بهيم معرى من القمر والنجوم ) مخيف وكالح ومظلم
صحراء .. يكتنفها السراب
نخل عرته الريح من جماله وصباه ..
فلتسامحيه يا حبيبته الغالية .. آنذاك ..
فمن يملك حينها القوة والعزة في زمن الانكسارات؟
بستان شوك
أفق بلا شمس
زورق تائه ..لا شراع
بئر بلا ماء
كومة عصافير مسجاة .. قتيلة ..
هذا هو ألم الشاعر .. تلك هي روحه النازفة .. هذه حاله .. ووطنه الغالي هناك .. وهنا .. وفي كل مكان يستبيحه

العدو .. ويعبث في جنباته الغراب ..
وطنه القدس … الجليل .. دجلة العراق … فرات الشام .. كل أرض العروبة ..
ألا يحق له أن يكون خجلاً من عينيك حين اللقاء .. فأي عزٍ أبي يرفع وحاله هذه أمام هامتك عيناه .
. حب الوطن .. عشق الأرض .. يتغلغل في الدم .. يعشعش في الروح ..
يصبح ألماً يومياً يستنزف الحياة .. ويقتل الفرح والجمال وكل معاني الحياة
فحب .. وعشق .. وهذه الحال المؤلمة لا بد أن تسبب الهلاك لروح الشاعر قبل بدنه ..
كما تموت الأحلام
كما تصبح البحار المهيبة مطايا للصغار وتجار الطرقات ..
ومن قاتل روحه الأبية .. هو من رفه بيده شعار الوطن .. وأصبح التاجر الكبير .. وتسلم سيف القبيلة .. ليبيعه في

سوق النخاس ؟؟
فهو قتل .. مع بقاء الروح ..
درب الحياة واضح
طريق الحرية مفتوح
لكن من يعلم
كما البحر الكبير بلا موج يهاديه أو يبعث فيه الحياة
كما الريح التي تعصف . لكنها مثقلة بغبار القهر .. وتعمي العيون والأبصار .
.فها هو حياً .. أيها الوطن الحبيب
ولكن أي حياة ..
بحر ثلج سيذوب
شظايا حروف وصرخات أضاعها صدى الصراخ
انكسارات .. انكسارات


قراءة في قصيدة انكسارات .... بقلم الكاتبة بسمة فتحي

هذه قراءة نقدية لقصيدتي " انكسارات " .. بقلم الأديبة بسمة فتحي .. وقد نشرت القراءة في عدة مجلات ومواقع ومنتديات ادبية .. وبسمة فتحي أديبة فلسطينية عضو في تجمع الأدباء والكتاب الفلسطينيين ، صدر لها مجموعة قصصية بعنوان " شرشف ابيض " .. ولها الكثير من الأعمال الأدبية المنشورة في مجلات وصحف مختلفة

قراءة في قصيدة انكسارات .... بقلم الكاتبة بسمة فتحي

بداية أنوه للقراء الكرام أنني لست بناقدة و لا أعرف كثيرا في فن النقد الأدبي و الذي في كثير من الأحيان يكون بمستوى إبداع العمل الأدبي نفسه.

إلا أن قصيدة شاعرنا المبدع منذر أبو حلتم ((انكسارات)) تركت أثرا كبيراً في نفسي ، حتى أنني ما بين فترة و أخرى استخرجها من بين أوراقي لأعاود قراءتها.

و أنا هنا في موضوعي هذا لأشكر شاعرنا على قصيدته الرائعة، و بعدها محاولة التجديف في مياه بحرها العميقة. و كلي أمل أن أُوفق في ذلك .



أولاً: القصيدة


ما زلت حياً

غير ان الروح أضحت

بحر ثلج وشظايا

وانكسارات حزينة

.. طروادة العذراء يخنقها الحصار

وفي المدى غيوم الموت قادمة

ونحن نفتح لحصان الغدر

أبواب المدينة …!!


* * *

أي بحر من جنون .

أي طوفان مقيت ..

أي غيم أسود

وأي ريح أسقطت قناع الزيف

يا وجه الحقيقة ؟!


* * *

سامحيني يا حبيبة

إذ أتيتك مرهقاً

كالنخل حين تهزه هوج العواصف

مثلما البحر المكسر كالمرايا

مثلما الصحراء .. إذ يمتد في جنباتها

وهم السراب

مثلما الليل المعرى من نجوم .. ساهرات

فغدا سجناً .. محاطاً بالسواد !


* * *

هذا أنا ..

بستان شوك مالح

أفق غريب دون شمس

زورق .. فقد الشراع

بئر حزن صامت ..

وألف عصفور قتيل ..!

من جراحي نزف دجلة

في دمي صوت الجليل ..!

في الثنايا من فؤادي

بسمة خجلى تراود

ثغرك الوردي ..

يا حلم الرؤى

وفي عينيك .. رايات لأرض

وجهها وجه الحريق ..


* * *

أحبك أدري

ان حبك قاتلي ..

وان حصار الروح يقتل

كل أحلامي الجميلة

..كيف البحار جميعها ..

أضحت مطايا ..

تحضن الريح الدخيلة ..؟

تعبت .. تعبت

وقاتلي دوما أنا ..

سيف القبيلة ..!

* * *

الريح تعرف دربها

وكذا شراعي

غير ان الموج قد هجر البحار ..

الريح تعرف دربها

لكن ظهر الريح

اثقله الغبار ..!


* * *

ما زلت حياً يا حبيبة

غير ان الروح صارت ..

بحر ثلج وشظايا

وغروب .. وانكسارات حزينة


ثانياً : محاولة التجديف في بحر القصيدة

ما زلت حياً
غير ان الروح أضحت
بحر ثلج وشظايا
وانكسارات حزينة
.. طروادة العذراء يخنقها الحصار
وفي المدى غيوم الموت قادمة
ونحن نفتح لحصان الغدر
أبواب المدينة …!!
ابتدأ شاعرنا قصيدته بالتأكيد على أنه ما زال حياً ينبض بالحياة و ذلك بقوله ((ما زلت حياً))، و كأن كلمة ((ما زلت حيا)) تخبرنا بأنه عانى الكثير و نال الكثير من أشكال التعذيب المختلفة و التي قد تؤدي أحياناً إلى الموت، و ما أظن تعذيبه إلا "غربة النفس و الروح" بسبب التناقضات التي نحياها و نستنشقها يومياً مع هوائنا .. ولكن لِم أتوقع أنها غربة النفس و الروح؟؟ آمل انني أستطيع الإيضاح من خلال محاولة إبحاريى هذه.
بعد التأكيد على أنه حياً يوضح لنا حال روحه بأنها ]((بحر ثلج))، ((شظايا))، ((انكسارات حزينة)) [ ((بحر ثلج)) جميعنا يعلم أن البحر يغطي ثلاث أرباع الكرة الأرضية، أي أن شاعرنا روحه أضحى ثلاث أرباعها يكسوها الثلج، روحٌ ثلاث أرباعها ثلج ... يا لها من روح!!
((شظايا)) تحطم الزجاج و استحال الى شظايا ... تطاير الجسد و استحال الى شظايا ... فهل يعودا زجاجاً و جسداً ؟! و هل هناك مجالاً لإعادة الصياغة و الرتق و التجميع ؟؟!! لا أظن هذا، إلا أنني لن استعجل الحكم ...((انكسارات حزينة)) لم يقل شاعرنا كسرة بل قال انكسارات... كما انه ليؤكد مدى عمق هذه الانكسارات اضاف كلمة حزينة عليها ...ولم يكتف بعمق ايحاء كلماته بل جمع بينها ب "واو المعية" التي اضافت حزنا على حزن ... روح شبة متجمدة و متشظية و منكسرة ... و هنا أتساءل روحُ هذه حالها يعتبر صاحبها حياً؟!
((طروادة العذراء يخنقها الحصار))
ماذا عنى شاعرنا ب ((طروادة العذراء)) أعنى "روحه" أم "حال مدينته" والتي بسببها استحالت روحه كما ذكر؟؟
((في المدى غيوم الموت قادمة
و نحن نفتح لحصان الغدر
أبواب المدينة ))
يرى شاعرنا في مدى "طروادته" غيوماً قادمة و لكنها ليست كأي غيوم هي غيوم ستمطر علينا الموت، بحق أخافني بكلامه فهو يتنبأ بالأسوء ، و هل بعد ما نحن فيه "أسوء"؟! وبعدها يزداد الخوف و الحزن حين نفتح لحصان الغدر أبواب المدينة فشاعرنا لم يقل باب المدينة بل قال أبواب، فهل شاعرنا متشائمُ أم أن له عيناً بصيرة مستشرفة على المستقبل؟!
أي بحر من جنون ..!
أي طوفان مقيت ..؟!
أي غيم أسود !
وأي ريح أسقطت قناع الزيف
يا وجه الحقيقة ؟!
يستهجن شاعرنا فعلتنا بفتحنا أبواب المدينة ل((حصان الغدر) بوصفه "فعلتنا" ب((بحر من جنون)) ((طوفان مقيت)) ((غيم أسود))((ريح أسقطت قناع الزيف))، لا أدري هنا كيف أصوغ ما أراه ... فأنا ارى ريحاً عاتبه أسقطت قناع زيف ،زيف الغيوم التي في المدى بأنها ليست غيوما عادية بل هي غيوم سوداء لا بل كما ذكرها لنا في مقطوعته السابقة((غيوم موت)) فأمطرت علينا مطراً أسوداً شكَّل طوفانا مقيتاً و اتِّساع رقعة الطوفان شكَّل لنا بحراً ... و اي بحر؟؟!! نتج لدينا ((بحر من جنون))... صدق و الله ففتحنا أبواب المدينة لحصان الغدر لهو بحر من جنون ... ما أروعك و أعمقك يا شاعرنا
بعد مقطوعة شاعرنا هذه بدأنا نعي لم هي هكذا روحه....
سامحيني يا حبيبة
إذ أتيتك مرهقاً
كالنخل حين تهزه هوج العواصف
مثلما البحر المكسر كالمرايا
مثلما الصحراء .. إذ يمتد في جنباتها
وهم السراب
مثلما الليل المعرى من نجوم .. ساهرات
فغدا سجناً .. محاطاً بالسواد !
يأتي هنا إلى المحبوبة ليطلب منها العذر على كونه مرهقاً... يصف لها إرهاقه بأنه:
((كالنخل حين تهزه هوج العواصف))، ((البحر المكسر كالمرايا))، ((الصحراء إذ يمتد في جنباتها وهم السراب))، ((الليل المعرى من نجوم ساهرات)) أتى لنا الشاعر برموز قوة ليشتسهد بها، لكنه حين استشهد بها سلبها قوتها، فغدت كسيرة ضعيفة ... فنحن نعلم أن النخل موته وقوفاً أتى هنا مهتزاً!!!. البحر الذي يخافه حتى أعتى عتاة البحر أتى لنا به مكسرا كالمرايا!!... الصحراء بجبروتها و قسوتها أتى لنا بها ممتدة ، و بماذا ب ((وهم السراب!!!...)) نفى عن رموز القوة قوتها ... فأضحت بلا حول و لا قوة... حتى الليل نفى عنه نجومه فأصبح سجنا محاطا بسواد ...
هذا أنا ..
بستان شوك مالح
أفق غريب دون شمس
زورق .. فقد الشراع
بئر حزن صامت ..
وألف عصفور قتيل ..!
من جراحي نزف دجلة
في دمي صوت الجليل ..!
في الثنايا من فؤادي
بسمة خجلى تراود
ثغرك الوردي ..
يا حلم الرؤى
وفي عينيك .. رايات لأرض
وجهها وجه الحريق ..!
يستكمل حديثه مع المحبوبة،في المقطوعة السابقة وصف لها تعبه و ارهاقه إلا أنه في هذه المقطوعة يصف لها حاله هو ب ](( بستان شوك مالح))، ((أفق غريب دون شمس))، ((زورق .. فقد الشراع))، ((بئر حزن صامت))،(( وألف عصفور قتيل))
في هذه العبارات نفى الشيء عن ذاته فصار غريبا عن نفسه أو لنقل أصبح طيفا مشوها عن الاصل، فما البستان ان لم يكن به أشجارا وورودا؟؟!! إن أنبتت الارض شوكاً هل تُعد بستاناً؟!
و ما الافق أن خلى من الشمس؟؟!! هل يصبح أفقاً ينظر اليه الحالمين و الآملين ؟؟!! بعد خلوه من الشمس أيُطلق على الأفق أفقاً؟!
زورق فاقد لشراعه يعد زورقاً؟! و كيف يسير؟! و هل يخدم صاحبه الزروق بلا شراع؟!بئر بلا ماء و بلا أناس يطلبون السقيا هي يعد بئراً؟! ام يصبح حفرة ؟!و ما هو العصفور القتيل؟! حرية مسلوبة بل حرية مقتولة و شاعرنا قال الف عصفور ....بوصفه نفسه بهذه العبارات نفى نفسه عن نفسه فاستحال شيئا آخر هو يجهله... و لا أدري لِم أتذكر هنا قول نزار قباني في أحد قصائده واصفا نفسه ((اني مرساة لا ترسو ... جرح بملامح انسان)) فهل أردت ايصال هذا للمحبوبة؟!
من جراحي نزف دجلة
في دمي صوت الجليل ..!
في الثنايا من فؤادي
بسمة خجلى تراود
ثغرك الوردي ..
يا حلم الرؤى
وفي عينيك .. رايات لأرض
وجهها وجه الحريق ..!
حقا لا أدري هنا ما أقول و ما أعلق فشاعرنا يصف جريان نهر دجلة ما هو إلا نزف عن و من جراحة، كما يقول أن صوت الجليل في دمه، كيف لا و هي ارضه و مدينته... كيف لا!!
كما ان في قلب شاعرنا ابتسامة خجلة ربما بسبب شعوره بالتقصير تجاه المحبوبة (و التي قلت بانها قد تكون مدينته نفسها و قد تكون محبوبة فعلية) و قد يكون خجله بسبب ضعفه و غربة روحه... هذة الابتسامة متطلعة الى ثغر المحبوبة و التي يرى فيها الاحلام .. و لكنه حين ينظر في عينيها يجد رايات لأرض و لكن وجه هذه الارض وجه الحريق ... و هنا أتساءل لم القسوة على المحبوبة؟! هي تحتاج لمن يهدهدها لا لمن يقسو عليها ... لا تقسو عليها حتى لو كنت ضعيفا و غريبا عن نفسك .. فهي تحتاجك و تراك مرفأها ... فلا تقسو عليها
أحبك أدري
ان حبك قاتلي ..
وان حصار الروح يقتل
كل أحلامي الجميلة
..كيف البحار جميعها ..
أضحت مطايا ..
تحضن الريح الدخيلة ..؟
تعبت .. تعبت
وقاتلي دوما أنا ..
سيف القبيلة ..
يستمر شاعرنا بمخاطبته المحبوبة و يقول لها أحبك ادري و ان حبك قاتلي إلا أن الحصار المفروض على روحه بسبب الاحوال المحيطة يقتل كل أحلامه الجميلة التي كان يحلم بها من اجل و مع المحبوبة و هذا من خلال أحبك أدري
ان حبك قاتلي ..
وان حصار الروح يقتل
كل أحلامي الجميلة
كيف البحار جميعها ..
أضحت مطايا ..
تحضن الريح الدخيلة ..؟
يطرح سؤالا يتضمن يسعى من ورائه الاستهجان و عدم الفهم و التصديق بأن كيف اضحت جميع بحارنا "مطايا" و هذه المطايا تحتضن الريح الدخيلة ,,, لم يستخدم شاعرنا كلمة تحمل، تنقل بل قال تحضن، حقا كيف اضحت بحارنا حاضنة لكل ما هو دخيل و غريب ... ما اروعك يا أستاذي و أعمقك
تعبت .. تعبت
وقاتلي دوما أنا ..
سيف القبيلة ..
يعلن بل و يصرخ تعباً و يؤكد ذلك بتكراره لكلمة تعبت، كيف لا و كل ما هو حوله غريب ضعيف مسلوب.. كما انه تعب لانه يعلم قاتله سيف القبيلة .. فسيف القبيلة بدلا من ان يكون حامٍ له غدا هو القاتل .
الريح تعرف دربها
وكذا شراعي
غير ان الموج قد هجر البحار ..
الريح تعرف دربها
لكن ظهر الريح
اثقله الغبار ..!
يوضح شاعرنا هنا أن الطريق معروفة معالمه ((الريح تعرف دربها)) و ان الذنب ليس ذنبه ((و كذا شراعي)) فالعيب و النقص ليس ليس بسبب عدم وضوح الطريق و ليس به و لكن العيب ((موج البحر قد هجر البحار)) و أكاد أجزم ان ((موج البحر)) و ((سيف القبيلة)) نفس الشخص ...
و يعاود و يؤكد بأن الطريق واضحة ((الريح تعرف دربها)) و ايضا يعاود و يؤكد أن ((ظهر الريح أثقله الغبار)) يف يتحرك موج البحر اذا لم يكن هناك ريح تسيره ... و كيف يقطع الحسام ان كان قلبه صدئ ؟؟!!
ما زلت حياً يا حبيبة
غير ان الروح صارت ..
بحر ثلج وشظايا
وغروب .. وانكسارات حزينة ..!
يعاود و يؤكد في مقطوعته الأخيرة بانه حي يرزق و لكن الروح ((صارت)) بحر ثلج و شظايا . نلاحظ انها كانت في المقطع الأول من القصيدة ((أضحت)) و في المقطع الأخير ((صارت)) كما أنه اضاف كلمة ((غروب)) و انكسارات حزينة ... و ما هو الغروب إلا إيذانا بانتهاء النهار ... مع هذا يؤكد بأنه مازال حياً ...
و يا شاعرنا القدير اعذرني على قولي بل على سؤالي ((أحقا ما زلت حياً؟!!!)) بطل اقصيدة ميتةُ روحه و ما فائدة الجسد بلا روح لهذا وكلي انكسارات حزينة لأجله "انعيه ميتاً" كما اقف اجلالأ و اكراماً لك و لقلمك يا استاذي و اخي القدير ... بدت أحفظ قصيدتك عن ظهر قلب و كلما رأيت مالم أفهم اجدني اردد
مازلت حيا
غير أن الروح أضحت
بحر ثلج و شظايا
و انكسارات حزينة