٢٠٠٦-٠٩-٠٩

قراءة في قصيدة انكسارات بقلم : فتى الكهف " محرر وناقد في الملتقى السوري للحوار العربي

هذه قراءة لقصيدتي انكسارات .. بقلم الأديب سالم الملقب .. بفتى الكهف .. وهو احد محرري الملتقى السوري للحوار العربي
كنت دائما أقول حين تريد أن تسافر عبر النص عليك أن تستقي من معاني الشاعر جناحين مطابقين لتحليقهأو عليك أن تملك سرعة .. وقوة لتجاريه في مسابقة الريح
ها هو الإنسان الشاعر يتجسد في نص .. كأمة جريحة … تنزف الألأم .. ويستدعيها موت السقوط .. فلأبدأ مع شاعرنا إثر خطواته . ..
وكعادتي ..
أقرأ النص بروحي وأصيغه حروفاً تضج بأنحائي لأنشد معه ولأصرخ كما ناجى ….
علّ هناك من يجيب ..
علّ هناك من يسمع النداء ..
خشية أن أتوه في مستنقع الآه الذي تدوي به حروفه المدماة ..
روح من ثلج .. من شظايا
روح من انكسارات .. وهزائم
فما هذه الحياة التي تعنيها تلك الروح …
التي ترى بعينيها معناها وأملها .. الوطن الحزين العزيز .. الذي عبر عنه بطروادة البلد الخالد .. فلسطين الشرف .. العذراء المنتهكة .. من يسمح للغادر أن يدخل ويدنسها .. وا أسفاه .. من ؟
هم نحن ممثلين في حكام وقادة
فتباً لهذه الروح المنكسرة التي ترى رياح الغدر القادمة وترى العذراء يقتحمها الغدر بمباركة .. (نحن) . قناع الغدر والزيف .. لا بد سيسقط ويزول
لكن ويحه هذا القناع رغم سقوطه .. وتميزه بالغيم الأسود الذي عبر عنه الشاعر والمقيت .. نراه بيننا ينهى ويأمر
.. نراه رغم سقوط القناع يستبدل ألف قناع وقناع ..
من أنا يا بلدي الحنون
من أنا أيها الحبيبة … أيها القدس
أيها الجليل
من أنا ….. حين أعيش هكذا…..
فلن ترني إلا شبح ليل متهالك
ما أقسى صورة الشاعر هنا .. (ليل بهيم معرى من القمر والنجوم ) مخيف وكالح ومظلم
صحراء .. يكتنفها السراب
نخل عرته الريح من جماله وصباه ..
فلتسامحيه يا حبيبته الغالية .. آنذاك ..
فمن يملك حينها القوة والعزة في زمن الانكسارات؟
بستان شوك
أفق بلا شمس
زورق تائه ..لا شراع
بئر بلا ماء
كومة عصافير مسجاة .. قتيلة ..
هذا هو ألم الشاعر .. تلك هي روحه النازفة .. هذه حاله .. ووطنه الغالي هناك .. وهنا .. وفي كل مكان يستبيحه

العدو .. ويعبث في جنباته الغراب ..
وطنه القدس … الجليل .. دجلة العراق … فرات الشام .. كل أرض العروبة ..
ألا يحق له أن يكون خجلاً من عينيك حين اللقاء .. فأي عزٍ أبي يرفع وحاله هذه أمام هامتك عيناه .
. حب الوطن .. عشق الأرض .. يتغلغل في الدم .. يعشعش في الروح ..
يصبح ألماً يومياً يستنزف الحياة .. ويقتل الفرح والجمال وكل معاني الحياة
فحب .. وعشق .. وهذه الحال المؤلمة لا بد أن تسبب الهلاك لروح الشاعر قبل بدنه ..
كما تموت الأحلام
كما تصبح البحار المهيبة مطايا للصغار وتجار الطرقات ..
ومن قاتل روحه الأبية .. هو من رفه بيده شعار الوطن .. وأصبح التاجر الكبير .. وتسلم سيف القبيلة .. ليبيعه في

سوق النخاس ؟؟
فهو قتل .. مع بقاء الروح ..
درب الحياة واضح
طريق الحرية مفتوح
لكن من يعلم
كما البحر الكبير بلا موج يهاديه أو يبعث فيه الحياة
كما الريح التي تعصف . لكنها مثقلة بغبار القهر .. وتعمي العيون والأبصار .
.فها هو حياً .. أيها الوطن الحبيب
ولكن أي حياة ..
بحر ثلج سيذوب
شظايا حروف وصرخات أضاعها صدى الصراخ
انكسارات .. انكسارات


ليست هناك تعليقات: