٢٠٠٦-٠٩-٠٩

عنصر المفأجات في النهايات بقلم الناقدة سعاد جبر

دراسة نقدية لمجموعة قصصي القصيرة " الرسائل العتيقة .. وقصص اخرى " بقلم الناقدة سعاد جبر

عنصر المفأجات في النهايات
قراءة في " الرسائل العتيقة وحكايات أخرى " للكاتب منذر أبو حلتم
تدور دراستنا في هذه الثلة القصصية لكاتبنا :" منذر أبو حلتم" في مجالات تكثيف الرؤية النقدية لمادة النهايات وما تحمله في جعبتها من مفاجآت ، إذ يبرز في هذه المجموعة القصصية القصيرة سلاسة الرتابة في بدء حراك قلمه في التشكيل القصصي و طرقات عنصر المفاجأة المعبر عند أخر مداد حرف في أثير حكاياه القصيرة السلسلة ، إذ قدم من خلالها رتابة ذهنية قصصية في فنيات التشويق من جهة وتكثيف المادة القصصية المختزلة في مقاطع قصيرة غواصة من جهة أخرى ، بحيث تتيح للقارئ آمادا رحبة لكي يضيف عليها خبراته الروحية بحيث تلتحم مشاعره مع حروفها الساكنة في أعشاش السطور الدافئة ، وهذا يشكل براعة قصصية في قلم الكاتب لأنه بذلك يحقق حالة تهئية رحم فكرة القصة لاستقبال بلورات انعكاسية تحمل أطياف قوس قزح في عوالم مخيلة القارئ على اختلاف أطيافه ، تذوقه الأدبي ، مادة المعاناة ، الألم والسرور المختزل في الذات ، مساحات الذاكرة
والمتتبع للسبل القصصي لتلك النهايات ـ موضوع الدراسة ـ في قوالبها اللغوية يبرز له الخصائص الآتية
ـ قدرات الكاتب التعبيرية الشاعرية وثراء اللغة في مفرداته التي مكنته من إتقان فنيات عالية في التوجيه التعبيري للألفاظ في ظلال هادئة في انسامها وطرقاتها لكنها لا تلبث أن تطرق بحدة عند أخر مداد حرف في حكاياها
ـ المفارقات والمقابلات اللفظية في السبك القصصي إذ يعقب المحاورة الشاعرية المحلقة طرقات المفأجاة بأنها غائبة وفي ربيع رسائل عتيقة في أجواء غرفة امتلأت بالدفء والأعراس والورود من اثر رزمة الرسائل كان ذلك كله مقطعاً قصيرا من الزمن أعقبه الوحشة والرعد ورمادية الطرقات في الأجواء ويلحظ المتأمل روعة التعبير للنهايات…حيث يتدفق هنا الدفء وبراءة المشاعر الفطرية وعزة الحال والمقال
ولدي .. حاول أن تعود حياً ..ولكن لا تستسلم
وفي تذكار الشهادة وشذاها العطر
"لحظات ثم التقى بأخيه الشهيد هناك .. حيث لا ألم بعدها
وفي أجواء رمادية الواقع الذي يستلب منك كل شئ حتى أنفاس حريتك عقداً من الزمن حيث تألف الأرواح والأجساد القيد "
بكى ، وأسرع نحو الزوايا المعتمة "
ـ أبدع الكاتب في كشف النقاب عن عنصر المفاجأة البارز في قصته من خلال طرقات حادة مفاجئة تجسدت في بضع كلمات قصيرة
ـ تبرز ثنائية ( الأم ، الوطن ) في قلب واحد وروح وطنية دافئة متدفقة فياضة عذبة تعبر عن كم هائل من العواطف الحارة المختزلة في حس الكاتب المرهف
" حاول أن تعود حياً ..ولكن لا تستسلم
فهذا تجسيد عفوي برئ لمشاعر الأمومة المختلطة مع الإحساس الوطني الدافئ البحاثة عن عزة وكرامة الأرض
وأيضا يبرز الطيف الوطني الخالد في عشق الشهادة والحرص على حمل وسام تذكارها الخالد في الرحيل الخالد من عوالم آدمية البشر الفانية إلى عوالم خلود الأرواح المحلقة في عليين
ـ الرمزية المتشكلة في منظومة البعد السياسي في آتون لغة الرفض لأيدلوجياتها المجهضة للأرواح وانتهاكها حقوق آدمية الحرية بين الأنام
وشكل الرمز أسطورته العذبة في لغة التعبير المحاكية للواقع واختناق أنفاسه فتشكل هنا في معاناة الأسير في اسر الجسد ، الروح ، الحرية
وتشكلت النهاية هنا في ذات معذبة نالت حريتها المنشودة بعد مضي سني بهجة العمر وعطاءاته فيرسم لنا الكاتب في نهاية القصة دمعات حارة متدفقة كحال أنفاسه المعذبة
فكانت النهاية مغلفة بخيوط متشابكة للزوايا المعتمة التي أسرت الروح .الجسد ..وانسابت على جراحها الدمعات ،فأسرت قلب القارئ أنشودة الحرية الخالدة في البدء والختام

ليست هناك تعليقات: